The night creeps onward, sad and slow:
In these red embers’ dying glow
The forms of Fancy come and go.

An island-farm — broad seas of corn
Stirred by the wandering breath of morn —
The happy spot where I was born.

The picture fadeth in its place:
Amid the glow I seem to trace
The shifting semblance of a face.

’Tis now a little childish form —
Red lips for kisses pouted warm —
And elf-locks tangled in the storm.

’Tis now a grave and gentle maid,
At her own beauty half afraid,
Shrinking, and willing to be stayed.

Oh, Time was young, and Life was warm,
When first I saw that fairy-form,
Her dark hair tossing in the storm.

And fast and free these pulses played,
When last I met that gentle maid —
When last her hand in mine was laid.

Those locks of jet are turned to gray,
And she is strange and far away
That might have been mine own to-day —

That might have been mine own, my dear,
Through many and many a happy year —
That might have sat beside me here.

Ay, changeless through the changing scene,
The ghostly whisper rings between,
The dark refrain of "might have been".

The race is o’er I might have run:
The deeds are past I might have done;
And sere the wreath I might have won.

Sunk is the last faint flickering blaze:
The vision of departed days
Is vanished even as I gaze.

The pictures, with their ruddy light,
Are changed to dust and ashes white,
And I am left alone with night

وجوه في النار

شعر: لويس كارول

ترجمة ونظم: عبد اللطيف غسري



يَزْحَفُ الليلُ في سُراهُ بطيئًا = تائِهًا في دُنا الشجونِ تعِيسا

يُوشِكُ الجَمْرُ أنْ يَموتَ فُيُلْقي = وَهجًا بادِيَ الخُفوتِ بَئيسا

يَخْتفي الطيْفُ ثم يظهَرُ حينًا = في شُكولٍ تُهيبُ بي أنْ أجُوسا

ضَيْعةً في جَزيرَةٍ.. أبْحُرًا مِنْ = ذُرَةٍ مَوْجُها يَضِج هَسيسا

في صَباحٍ أنْفاسُهُ هائماتٌ = يُوشِكُ العُشْبُ إثْرَها أنْ يَميسا

هَذهِ البُقْعَةُ التي جئْتُ فيها = مُفْرَدًا في الحياةِ أبْغي أنيسا

يَتلاشى مكانَها مَعْلَمٌ في = مخْزَنِ الذكْرَياتِ ظل حَبيسا

منْ ثنايا هذا التوَهجِ أقْفو = طيْفَ وجْهٍ في داخِلي مَغْروسا

وَجْهُ أنْثى مِنْ حُسْنِها قدْ بدتْ، لا  = ريبَ، في حَفْلةِ الزهورِ عَروسا  

بشِفاهٍ وَرْدِيةٍ تتشَهى = قُبلاتٍ بالدفْءِ تسْبي النفوسا

خُصلاتٌ تلْهو بها الريحُ إما = زَمْجَرَ الجَو في المساءِ عَبوسا

وهِيَ الآنَ غادةٌ ذاتُ شأنٍ = تَمْنَحُ الغيدَ في السجايا دُروسا

وَجَلُ الغيدِ قدْ تمَكنَ مِنها = في انْكِماشِ الحِسان تبْغي جُلوسا

آهِ كانَ الزمانُ غضا وكانتْ = سِمَةُ العيْشِ فيهِ دِفْئًا حَسيسا

حينَ أبْصَرْتُ حُسْنَها في ابْتداءٍ = صِرْتُ قلبًا بِجِنةٍ مَلْبوسا

شَعْرُها الأسودُ الغَزيرُ بدا لي = في هوى الريحِ هائما مهْووسا

كل نَبْضٍ بداخِلي كانَ حُرا = يَجعلُ اللهْوَ عادةً وطُقوسا

واللقاءُ الأخيرُ كانَ حزينًا = كَفها كانَ في يدي مَحْروسا

راعَني أنْ أرى الضفائرَ شابَتْ = أنْكَرَ القلْبُ شكْلَها المعكوسا

ترْكَبُ البعْدَ والغرابةَ جِسْرًا = بالغَ الطولِ في المدى لوْ قيسا

لوْ نصيبي كما اشْتَهَيْتُ لكانتْ = غادتي أوْ لها غَدَوْتُ عَريسا

لوْ نصيبي كما اشْتَهَيْتُ لعِشْنا = عُمْرَ سَعْدٍ في بَهْجَةٍ مَغْموسا

وَلأمْسَتْ جليستي وَلأمْسَيْـ = ـتُ لها في ذرى الغرامِ جَليسا

هذهِ هَمْسةٌ هُلامِيةٌ قدْ = ألْبَسَتْني رنينَها المهموسا

"لو نصيبي" عِبارةٌ قدْ تمادتْ = وَقْعُها باتَ مُعْتِمًا منحوسا

سَبَقٌ كانَ مُمْكِنًا لي بِحَق = وانْتهى.. صارَ بَيْرَقًا مَنْكوسا

وأمورٌ أهْمَلْتُها ثم ولى = وَقْتُها.. صارَ مَعْلَمًا مَطْموسا

ضاعَ تاجٌ لوْ أنني لمْ أُضِعْهُ = لسَما بي فَبَز رأسي الرؤوسا

آخِرُ الجَمْرِ شُعْلةٌ مِنْهُ غاضتْ = إذ تحَرتْ لِوَمْضِها تنْفيسا

تلكَ رؤيا الماضي الجميلِ اخْتَفَتْ لمْ = تُبْقِ في العَيْنِ مَنْظَرًا مَحْسوسا

وبدا ضْوءُ تِلْكُمُ الصوَرِ الحمـ = ـراءِ يلْتَف في الرمادِ لَبوسا

ومعَ الليْلِ قدْ بقِيتُ وحيدًا = مِنْ هُمومي أصُد جيشًا خَميسا

آيت اورير -  المغرب

21/09/2021