U3F1ZWV6ZTQ4NjQwNzQ4NDg5NjAxX0ZyZWUzMDY4Njc5MDE1NDczMg==

ترجمة قصة تكنولوجيا للأديب عبد المجيد أحمد الخولي

 

"تكنولوجيا"

بقلم: عبد المجيد احمد الخولي

ترجمها إلى الإنجليزية عبد اللطيف غسري


 

منشغلا بالهاتف في يده، دلف إلى المصعد، ضاغطا على رقم غير المطلوب، لم ينتبه عند وصوله انه ليس الدور الذي يقطنه، وحين توجه إلى الشقة انها ليست شقته؛ دفع الباب الذي لم يكن مغلقا، ثم دخل واغلقه خلفه جالسا على أقرب كرسي مسترخيا.

مازال مشغولا تماما بالنظر للموبايل في يده، يشاهد الأهداف الرائعة والمعادة لنادي القرن.

زوجة جاره كانت منشغلة أيضا بمسلسل التلفزيون التركي، دون أن تنظر لمن دلف لداخل شقتها، القت عليه التحية فردها بإشارة، فناولته كوب شاي من وراء ظهرها دلالا كان تشرب منه.

دخل ابو الاولاد مشغولا بهاتف في يده، عندما نظر أمامه وجد رجلا غريبا، ارتد للخلف معتذرا قائلا: اسف... اسف جداجدا، لقد دخلت إلى الشقة بالغلط وعاد القهقري للخلف مذهولا، تتساقط من بين يديه أغراضا راح يلملمها؛ يساعده فيها ذلك الرجل الغريب مستغربا.

ما زال الثلاثة تحت سقف واحد، يحاكون مشاعر من الاهتمام الزائف لما حدث، مشاعر مختلقة ومختلفة.

هرولت الزوجة للمطبخ مذعورة معذورة تنادي على زوجها قائلة: مش لما تجيب حد معاك من اصحابك كنت تقول.

 

Technology

A short story by Abdelmajid Ahmed El Khouli

Translated from Arabic by ABDELLATIF RHESRI

 

Busy with the cell phone in his hand he entered the elevator, pressing the wrong number. He did not realize when he arrived that it was not the storey he inhabited, and the flat was not his. He pushed the half-closed door open, entered and shut it behind him, then sat on the nearest chair to relax.

He was still preoccupied with the mobile phone in his hand, watching replayed fantastic goals of the club of the century.

His neighbour's wife, too, was busy watching the Turkish soap opera on Tv,. She did not care to look who had entered her flat. She greeted him and he greeted her back with a sign from his hand. She handed him from behind her back a glass of tea she was drinking from.

The Kids' father came in, too, being busy with a phone in his hand. As he looked ahead of him he saw a stranger. He retreated apologizing; "Sorry, very very sorry". I got into the flat by mistake. He went backwards in consternation, some abjects falling down from his hand, which he started collecting, being helped by that amazed stranger.

The three people remained under the same roof, expressing emotions of fake interest in what had happened; merely different and feigned emotions.

Finally, the terrified woman hurried to the kitchen calling her husband and saying; "You should've told me you would bring one of your friends to the house"

تعليقات
6 تعليقات
إرسال تعليق
  1. كل الإحترام والتقدير والود للجهود المبذولة

    ردحذف
  2. الاستاذ الفاضل عبد اللطيف غسري شكرا جزيلا لجنابك.

    ردحذف
  3. قصة رائعة بنمط غير مألوف يحاكي الواقع

    ردحذف
  4. أين ترجمة: من اصحابك كنت تقول.

    ردحذف
  5. رائع إبداع الأستاذ عبد المجيد والترجمة سامقة بحق

    ردحذف
  6. إضاءة حول نص قصة قصيرة
    "رذالة" للأستاذ الدكتور
    عبد المجيد الخولي
    النص:
    اخرجوه ليلا من المؤسسة التي عاش أيامه الأولى فيها، وحسب القوانين المعمول بها؛ ذهب يستكمل باقي المدة المفروضة عليه من برنامج "اللقيط القليط" في مركز إيواء آخر تابع لهم.
    هبط من السيارة الأجرة التي كان يستقلها مبتسما، تحيطه هاله كبيرة من النذاله، يشبه ديكتاتور أوحد، تناوب مع وزراءه في وأد ضحكات شعبه، يحتضن كيس بلاستيك اسود اللون؛ يداري ما يحمله من ملابس مهلهلة، يعتبرها الشنطة الجلد القيمة؛ باهظة الثمن، داخلها الروب دي شامبر ولاسموكن.
    لم يخطر على باله، انه سيكون نزيل مخيم إيواء؛ مبانيه مصنوعة من الخشب والصفيح، يحيط به سياج من سلك شائك؛ ارتفاعه أكثر من ثلاثة أمتار، راح ينظر لها فرحا، متمنيا أن تكون أبراج خليفة.
    رأى أعين فضولية كثيرة تحيط به في صفوف متراصة؛ ظن انهم يحتفون به، كأنه رئيس جمهورية في جولة تفقدية لمنطقة حدودية.
    كانت أفواههم مليئة بأسئلة لا حصر لها من؟ أين؟ كيف؟ متى؟ لماذا؟
    أجاب على أسئلتهم بإجابات فوقية، لا تفسير لها. ثم راح يغوص في نظام حياتهم، كيف يجعلها أن تكون حياة راقية؟ ، سائلا إياهم كيف ينامون؟ من أي خشب صنعت أسرتهم؟ كيف يتحصلون على طعامهم من السوبر ماركت؟!! هل هناك عدادات للكهرباء والغاز والمياه في كل شقة؟ هل خزانات المياه فوق المنازل نظيفة ام لا؟
    شاهد نارا مشتعلة، فوقها براد من، الشاي، طلب منهم أن يسعدوه ويدعوه إلى تناول كوب منه، ثم اتجه الى كشك خشبي بجواره تبه عالية من الطوب الغشيم، جلس فوقها، وإعطاهم ظهره، واضعا قدما على أخرى، ناظرا لهم من حين إلى آخر، وكأنهم شعب الله المختار.
    اطمئن تمامابأنهم مجموعة من الصعاليك لا يملكون شيئا ولا حتى قوت يومهم فابتسم.
    صرخوا في وجهه بانزعاج قائلين: دورك على حته انخمد فيها.
    تجاهلهم ونظر إلى أعلى بسخرية قائلا: شوية حرافيش جتكوا القرف.
    عنوان النص: رذالة
    يطبع على الذات المُتخيّلة سيّل من التساؤلات. هل اللقيط هو ذلك الشخص الذي وجدوه في قماشة على باب المسجد؟ ام داخل صندوق للقمامة. ويُمثل أيضا إحدى المنصات الأساسية للولوج إلى عالم النص الواسع الفضفاض، ومن عتبته تنطلق أولى بشاراتِ التأثير على مُخيلة القارئ؛ الّذي يقع نظره أولاً وقبل كل شيء عليه، وهو أيضا نوع من التفاعل الوجودي بين الذّات القارئة والمتن، لتوليد معنى ما.
    نرى في النص ظلا من أفكار فرويد في تحليل النفس البشرية، ومحاولات دؤوبة لاستكمال بعض نواقصها.
    توجد في النص حالتين لشخص واحد، تواجدا بشكل تناوبي، حيث تكمل نفس ما نقص في شخصيتها من سنوات التدريب الأولى، ثم بعد ذلك؛ في العمل والخدمة بتلك المؤسسات.
    الشخصية الأولى هو انتقاء ذلك اللقيط الذي ليست عليه احكام سواء جنائية او مخلة بالآداب، تلتقطه بعض المؤسسات لينفذ مأمورا قوانينها واراءها بالكامل، دون تقصير او نقصان. اما الشخصية الثانية فهو القليط الذي سارع للالتحاق بتلك المؤسسات لما تقدمه له ولعائلته من خدمات جليلة، وموافقته في بدء التجربة على التعالي والتكبر على اهله واقرانه واصدقاءه.
    "هبط من السيارة الأجرة التي يستقلها مبتسما، تحيطه هاله كبيرة من النذالة، يشبه ديكتاتور اوحد، تناوب مع وزراءه في وأد ضحكة شعبه"
    هالة كبيرة من الطاقات السلبية تحيطه وهو يتعامل مع مرؤوسيه.
    "لم يخطر على باله، أنه سيكون نزيل مخيم إيواء؛ مبانيه مصنوعة من الخشب والصفيح، يحيط به سياجا من سلك شائك؛ ارتفاعه أكثر من ثلاثة أمتار" بمعنى لم يخطر في باله انه سيكون اسير تلك القوانين الشديدة التي تربى عليها وتعلمها في بداية حياته العملية، فيحاول تطبيق كم هائل من النذالة والغرور التي تعلمه، وهي طاقاته السلبية على مرؤوسيه
    "المكان المسيج" يدل على فقدان هؤلاء الناس لأبسط الحقوق في اتخاذ القرار الشجاع والصحيح، كأنه وضع لهم سقفا من الأوامر لا يجب الا يتخطوه وهي صورة لقطيع لا يفكر ولا يناقش انما ينفذ أوامر من هم اعلى منه رتبة. أرى علم مأزوم مهزوم واضح المعالم.
    "رأى أعين فضولية كثيرة" تلك هي العيون المبصرة بحقائق الأشياء، تحيط به في صفوف متراصة كأنها البنيان المرصوص؛ ظنا منه لتملكه طاقات سلبية، انهم يحتفون به، كأنه رئيس جمهورية في جولة تفقدية لمنطقة حدودية.
    "كانت أفواههم مليئة بأسئلة لا حصر لها. من؟ أين؟ كيف؟ متي؟ لماذا؟" تلك الأسئلة هي الركن الأساسي في العملية السياسية منذ قديم الأزل وهي التي تفجر كل تلك الثورات لمحو كل تلك الرذالات علينا؟ وهي التي تحمي البلاد والعباد من فساد اللقطاء.

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة