Night
ليلٌ
شعر: ويليام بليك
ترجمة ونظم: عبد اللطيف غسري
بِمهْبِطِ الشمْسِ نحوَ الغرْبِ يرْتفِعُ ***
نجْمُ المساءِ وبالإشْراقِ يمتنِعُ
كلُّ العصافيرِ في الأعشاشِ صامِتةٌ ***
كذاكَ بالبحْثِ عنْ عُشِّي سأضَطلعُ
والبدْرُ كالزهرةِ الحسناءِ مُحْتفِلٌ ***
وتحت تعْريشةِ الفِرْدَوسِ مُنْتجِعُ
في موجةِ الفرحِ المكتومِ يجْلِسُ في ***
وضعِ ابْتسامٍ.. لنبْضِ الليلِ يستمعُ
فيا حقولُ! وداعًا! دمتِ في فرَحٍ *** ويا بساتينُ! يا خضراءُ! يا بُقعُ
حيثُ القطيعُ بل القطعانُ قد أخذتْ ***
سُرورَها بِسواهُ ما لها طمَعُ
وحيثُ مجموعةُ الحِملانِ قدْ قضَمتْ *** مِنْ
عُشْبِها ما بهِ أمْسى لها شَبَعُ
يخطو ملائِكةٌ أقدامُهمْ سطعتْ *** فلا
يُرَوْنَ، لهمْ مِنْ صمتِهمْ بِدَعُ
كيْ يسْكبوا البركاتِ المُرْسلاتِ بلا ***
توقفٍ، مِنْ نداها تُؤخَذُ المُتعُ
فوق البراعِمِ، أيْ كلٍّ على حِدَةٍ *** وفوق
أحضانِ مَنْ بالليلِ قدْ هَجَعُوا
وينظروا كلَّ عُشٍّ ساكِنٍ سَكنَتْ *** فيهِ
طيورٌ بهِ بالدِّفْءِ تنتفِعُ
ويرْقبوا كلَّ وحْشٍ في مكامِنِهِ ***
ليحفظوهُ منَ الضرِّ الذي يَقعُ
فإنْ رَأوْا مَنْ بأكنافِ الظلامِ بكوْا ***
ولمْ يكونوا لأمرِ النومِ قدْ خَضَعُوا
صَبُّوا بهاماتِهِمْ طلَّ النعاسِ وما ***
زالوا على كثبٍ مِنْهمْ وما رَجعُوا
إنْ يَعْوِ ذئْبٌ ونِمْرٌ في الخلاء على ***
فريسةٍ رأياها فيهِ أوْ ضَبُعُ
لم يبْرَحوا موضِعَ الإشفاقِ.. أعْيُنُهُمْ
*** تفيضُ دمْعًا سخينًا ليسَ ينقطعُ
هبُّوا لِيجْتهِدُوا همْ في حِمايتِها ***
ويَرْدَعوا الوحْشَ عنها ثمَّ يرْتدِعُ
ويدْفعوهُ عنِ القطعانِ مِنْ غَنَمٍ ***
لكِنْ إذا في طريقِ الموتِ تندفِعُ
بالعطفِ خَصُّوا مِنَ الأرواحِ أطيَبَها ***
ومهْجَةَ النفسِ في اسْتِقبالِها وَضَعُوا
وأكَّدوا أنَّها مِنْ بعْدُ وارثةٌ ***
عوالِمًا جُدُدًا، فلْيسْكُنِ الوَجَعُ
هناكَ تُجْري عُيونُ الليثِ -قانيَةً ***
حمراءَ- أدْمُعَها كالتبْرِ تلتمِعُ
عطفًا على رقةِ الصيْحاتِ يرْكضُ في ***
جوانبِ التلِّ.. ظِلَّ الخطوِ يَتَّبِعُ
قالَ: اسْتِياءٌ بلطفِ الرَّبِّ مُنْقطِعٌ
*** وغيْمُ سُقْمٍ بعَفْوِ الرَّبِّ مُنْقشِعُ
عنْ يوْمِنا الخالدِ انْجابتْ غمامتُهُ ***
فلا وجوهٌ لنا بالسُّقمِ تمتقِعُ
والآنَ قرْبَكَ أسْتلقي أيا حملا *** يثْغو،
أنامُ فلا ينتابُكَ الفَزَعُ
مُفكِّرًا في الذي ندْعوهُ باسْمِكَ، في ***
مَرْعاكَ لي مأكَلٌ.. أبْكِي وبي هَلَعُ
بعدَ اغتِساليَ في نهْرِ الحياةِ هنا ***
فعُرفُ رأسي بهِ الأنوارُ تجتمعُ
لسوفَ يَلْمَعُ مثلَ التبْرِ حين أنا ***
حراستي جَنَباتِ التلِّ لا أدَعُ
آيت اورير – المغرب
20/7/2022
مبدع انت في شعؤك وترجمتك استاذ عبد اللطيف.
ردحذف